إسم الطفل وتأثيره على شخصيتهـ

الاسم هو الصديق الذي يظل يحمله الانسان ويلازمه طيلة حياته منذ ولادته وحتي يتوفاه الله، وقد يكون هذا الصديق محببا لدي البعض ولطيفا ولايسبب له نوعا من المشكلات في حياته، أو ان يصبح ضيفا ثقيلا علي صاحبه يكرهه ويتمنى فراقه في كل لحظة غير انه لايستطيع أن يفارقه أو ان يدخل في اجراءات معقدة لتغيير ذلك الاسم.

من أشهر المظاهر التي تتجلي في مشكلة الأسماء هي تسمية الأطفال باسماء قد تسبب لهم مشكلات فيما بعد، هي الاصرار لدي بعض الاسر علي تسمية الطفل باسم احد الاجداد ايا كان هذا الاسم وما يحمله من معان قد تكون غريبة أو شاذة. ويتميز في كثير من الاحيان هذا الاسم بالقدم ولا يتناسب مع العصر مما يسبب للطفل حرجا كبيرا بين اصدقائه في الدراسة، حيث تعد مرحلة الطفولة من اصعب المراحل التي يمر بها الشخص الذي يحمل اسما شاذا.
ونجد في بعض الأحيان ان هناك اشخاصا قد اكتسبوا صفات معينة نتيجة لما يحملون من اسماء تكون لها مدلول معين فعلي سبيل المثال هناك بعض الاشخاص تتميز شخصهم بالجمود أو الشدة متأثرين بالأسماء التي بها شئ من الشدة أو القوة.

الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع ترى ان اسم الطفل من الاشياء التي لابد ان تختار بعناية شديدة عند مولده، نتيجة لما تأتي به فيما بعد من اثار اجتماعية سلبية علي الطفل فضلا عن حالة الاستغراب التي تصيب اصحابه من الأطفال، ويظهر ذلك في ردود فعل تشعره بالضيق والخجل.
وتؤكد علي انه يقع الآباء دائما في خطأ كبير عندما يصرون علي استخدام أسماء كبيرة أو غريبة وتكون ناتجة في اغلب الاحيان من ثقافة المجتمع الذي اعتاد علي تسمية الطفل باسم الجد أو الجدة علي سبيل المثال، رغم كل ما قد يتميز به هذا الاسم من أشياء لا تناسب الطفل كأن يكون الاسم كبيرا عليه أو به شئ من الغرابة والصلابة التي لا تناسب هذه المرحلة مما يحدث له مشكلة كبيرة داخل مجتمعه الصغيرسواء كان ذلك داخل المدرسة أو النادى، فيشعر بانه أصبح مثارا لسخرية الآخرين، فدائما ما يقوم اصدقاؤه وزملاؤه بالضحك عليه وخاصة داخل المدرسة فيصبح حزينا وغير مقبل علي الذهاب الي المدرسة ويرفض ذلك بشكل قاطع لانه اصبح مصدرا للضحك والسخرية لدي زملائه. وهذا يشعره بالحزن وقد يدخل الطفل في حالة عزلة عن المجتمع ويظل ذلك الشعور لفترة طويلة الي ان يتعايش الطفل مع الاسم أو يطلب من والده تغييره. وهذا الطفل يكون علي العكس بالنسبة لطفل آخر يحمل اسم مناسبا لمرحلته العمرية فهو يكون سعيدا ومقبلا علي الحياة حيث انه لا يتعرض لاي نوع من انواع الحرج الاجتماعي.
وتنصح الأباء بضرورة العناية والاهتمام بالاختيارالسليم للأسماء خاصة وان هذه الاسماء تظل مع الانسان حتى يتوفاه الله، والابتعاد عن الاسماء الغريبة والمعقدة التي فيما بعد قد تسبب حرجا ومراعاة عند تسمية الابناء ان يكون الاسم مألوفا ومعتادا عليه مؤكدة ان لدينا نحن العرب العديد من الأسماء الجميلة التي يمكن ان نسمي بها ابناءنا سواء كانو ذكورا أو اناثا دون اللجوء لما يجعلهم مصدرا للخسرية من الاخرين.

أما الدكتورة انشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع فترى ان بعض الاسماء الغريبة تحدث للطفل نوعا من الازدواجية وهناك اسماء تضفي صفتها علي شخصية صاحبها فنجده قد يتميز بالجود أو الشدة، كما تشير الي ان الازدواجية تحدث نتيجة لتسمية الطفل باحد الاسماء الغريبة ثم ينادى باسم مستعار يتناسب مع المجتمع حتي لا يشعر بالخجل منه، مضيفة ان هناك أسرا كثيرة تقوم بتسمية الابناء باسماء غريبة خوفا علي حياتهم، كما يوجد العديد من الأبناء يتقدمون بطلبات لتغيير اسمائهم لانهم غير راضين عنها وتسبب لهم حرجا اجتماعيا خاصة وان اغلبهم يحملون اسماء اخرى مستعارة

منقول